mahmoudhussin
  عظة الموت1
 
سبحان  الذى خص نفسه بالدوام وحكم على من سواه بالانصرام فقال :
(( كل من عليها فان ))
 
وجعل الموت حال أهل الكفر والإسلام فقال:
(( كل نفس ذائقة الموت ))
 
وفصل بعلمه بين تفاصيل الأحكام وجعل حكم الآخرة خلفا للمعهود من الأيام فقضى بأن :
(( كل شئ هالك إلا وجهه ))
 
       فسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء واستأثر باستحقاق البقاء وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء ثم جعل الموت مخلصا للأتقياء وموعدا فى حقهم للقاء إلى يوم الفصل والقضاء
 فله الإنعام بالنعم الظاهرة وله الشكر فى السماوات والأرض وله الحمد فى الأولى والآخرة  .   
 
     وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير وإليه المرجع والمصير        
     وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله خاتم الأنبياء الذى خير فاختار الرفيق الأعلى ولم تفتنه الحياة الدنيا وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه وأحيا سنته إلى يوم الدين       
 
      أخوة الإسلام ليس للإنسان مهرب ولا منجى من الموت فهو مصير كل المخلوقات وصدق رب العزة إذ قال :
 (( أينما تكونوا يدر ككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة ))
 
وقال كذلك : (( إن الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم ))
 
وقال مخاطبا نبيه الكريم فقال : (( انك ميت وهم ميتون ))
 
فالموت هو الحقيقة التى لاخلاف عليها ولله در من قال :
     إن الحبيب من الأحباب محتبـس    لا يمنع الموت بواب ولا حرس
     فكيف تفـرح بالدنيـا ولذتهـــــا      يا من يعد عليه اللفـظ والنفـــس
    
 
 
 
 
 
(2)
    
     فاعلموا الحق واعرفوا الحقيقة فكل عمل أو قول مسجل على الإنسان وسيحاسب عليه إن عاجلا أو آجلا وكل عمر مهما امتد فإلى نهاية وكل اجل مهما طال فإلى حينه ، الدنيا إلى فناء والآخرة هى البقاء فكيف يبيع الإنسان الباقية حرصا على الفانية وهو لابد مزايلها وحتما مفارقها يقينا وسريعا لذلك أخلصوا العمل واحسنوا القول واحبوا لقاء الله وتعجلوه وآمنوا بأن الخلق جميعا هم خلق الله وان المال كله مال الله فاتقوه فى خلقه وفى ماله ولا تكرهوا خلقه ولا تحبسوا ماله على خلقه فلو تفكر الإنسان لحظة فى الأمر لبدل فورا من حاله وغير من اتجاهه ولصح بذلك أمر دينه ودنياه ولفاز فى حياته ومماته فالله لاشك هو الموجود الذى خلقه وخلق كل مافى الوجود حوله والله بلا جدال هو الذى أعطى كل شئ خلقه حقه ورتب أمره وكتب ما كان وما سيكون فهـل يقع فى ملك الله ما لا يعلمه أو يقره أو سبق له تقديره فهل يستطيع الإنسان مهما اوتى ومهما كان أن يبدل مما كان أو يغير مما قد تقدر فإذا كان هذا هو الأمر أفلا يرضى الإنسان بكل ما يقع إذ هو قضاء الله لا دفع له وأمره الذى لا مرد له وكفى بالموت واعظا فهو لا يقرع بابا ولا يهاب حجابا ولا يقبل بديلا ولا يأخذ كفيلا ولا يرحم صغيرا ولا يوقر كبيرا نسأل الله العلى القدير أن يتغمد ميتنا برحمته ويوسع له فى قبره ويجعله له روضة من رياض الجنة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم آله الصبر فهو سبحانه ولى ذلك والقادر عليه أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
                                                 راجى عون المعين
        الشيخ / محمود حسين
 
 
  Today, there have been 8694 visitorson this page!  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free