mahmoudhussin
  رؤيه الملك العلام
 
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وكمال قدسك          
لا اله إلا أنت سبحانك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الملك القدوس
تعالت أسماؤك وتباركت صفاتك
أنت الأول فلا أول قبلك وأنت الآخر فلا آخر بعدك
من أطاعك سالك ومن عصاك هالك
 وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه الطاهرين وصحابته الغر الميامين وبعد...
قال جل وعلا :
{ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ *
 لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ
 أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } يونس 25/26  
 
وروى مسلم فى صحيحه عن صهيب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال :
((اذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : ياأهل الجنة إن لكم عند الله موعدا ، ويريد أن ينجزكموه ، فيقولون : ماهو ؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار ؟ ، فيكشف الحجاب ، فينظرون الله فما أعطاهم شيئا أحب اليهم من النظر اليه ، وهى الزيادة   ))
 
أحبتى فى الله ...
     تلك هى الحلقة الثانية والعشرين من لقاءات السلسلة المباركة في رحاب الدار الآخرة، وأذكر حضراتكم بأننا كنا في اللقاءات السابقة قد انتهينا من الحديث عن الايمان بمعناه العام وعن الايمان باليوم الآخر بمعناه الخاص ثم تحدثناعن أحوال الناس فى الدار الآخرة وما يكون فيها مما اخبرنا به الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم وما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديثه الشريفة عن شدة أحوال الميت عند سكرات الموت ومقاساته لظلمة القبر ثم سؤال الملكين ثم تحدثنا عن النفخ فى الصور ثم البعث والنشور والعرض على الجبار والسؤال عن القليل والكثير حين ينصب الميزان لمعرفة المقادير ثم الجواز على الصراط مع دقته وحدته ثم انتظار النداء عند فصل القضاء إما بالإسعاد وإما بالإشقاء ثم تحدثنا عن قنطرة القصاص والتى فيها ترد المظالم بين العباد ثم تحدثنا عن شفاعة سيد الخلق أجمعين وخاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ثم كان الحديث عن النار وداخليها وأعقب ذلك الحديث عن الجنةالتى وعد الرحمن بها المتقين وصدق بها المرسلين وعن غرفها وماأعده الله فيها لأهلهـا . 
  وختاما لسلسة الحديث عن الدار الآخرة سيكون حديثنا فى هذه الحلقات الباقية إجابة على سؤالين هامين ، الاول ماذا بعد الجنة ؟ والثانى ماذا علينا أن نفعل من الآن لنحظى بذلك ؟ .
 
        وللإجابة عن السؤال الاول فإن بعد الجنة فضل من الله على أصحاب الجنة عظيم فسوف يتجلى تبارك وتعالى لهم فيرونه رأى العين بل ويكلمهم بغير حجاب ولا ترجمان فالنظر الى وجهه الكريم هى أعلا الدرجات بل هى أعلا من درجة دخول الجنان ... فقد وورد فى الصحيحين ( البخارى ومسلم ) من حديث اسماعيل بن ابى خالد عن قيس ابن حازم قال : كنا جلوسا مع النبى صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة فقال :        
(( إنكم سترون ربكم عيانا ، كما ترون هذا
 لاتضامون فى رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا
     على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فافعلوا )) 
 ثم قرأ قول الله تعالى:{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ق 39
      ورى البخارى عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال: (وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون؟ فكذلك مثل الأول. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون : لا نشرك بالله شيئا). مرتين أو ثلاثا.
 
     واذا أردنا أحبائى فى الله ان نعرف حقيقة ذلك الأمر فليس أفضل من أن نهتدى فى ذلك بقول رب العزة جل شأنه :{لِّلَّذِينَأَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }وقوله كذلك :   {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }
      فإن من سَيَمَنَّ الله عليهم ويدخلهم جنته سيكون لهم فضل من الله ورضوان بأن يتجلى لهم رب العزة تبارك وتعالى فيرونه رأى العين بل ويكلمهم بغير حجاب ولا ترجمان .
     ومما ورد فى لقاء الله بعباده المسلمين المؤمنين ماروى من حديث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه الدارقطنى عن أبى بن كعب عنه صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال
 (( النظر الى وجه الله عز وجل  ))
 
   وذكر ابن المبارك فى زوائدج الزهد قال : أخحبرنا أبو بكر الهلالى الجيمى قال : سمعت أبا موسى الاشعرى على منبر بالبصرة يقول :
 (( إن الله يبعث يوم القيامة ملكا الى أهل الجنة فيقول : هل أنجزكم الله ماوعدكم فينظرون فيرون الحلى والحجلل والثمار والانها والازواجح المطهرة ، فيقولون نعم أنجزنا الله ماوعدنا ، فيقول الملك : هل انجزكم ماوعدكم
 ( ثلاث مرات ) فلا يفقدون شيئا مما وعدوا ، فيقولون : نعم ، فيقول الملك : بقى لكم شئ ، إن الله تعالى يقول :{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
 ألا إن الحسنى الجنة والزيادة النظر الى الله تعالى ))
أحبائى فى الله  ... 
   إن النظر لوجه الله تعالى لاتعدله جنات السماوات كلها ، فاذا دخلناها وتمتعنا بنعيمها عجبنا مما نراه فيها وهى من صنع الخالق فما بالنا اذا نظرنا الى الخالق ، قال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قـال :
 (( إن أهل الجنة إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ وظنوا
أن لانعيم أفضل منه تجلى لهم الرب تبارك وتعالى ،
فنظروا إلى وجه الرحمن فنسوا كل نعيم عاينوه
حين نظروا إلى وجه الرحمن ))
 
 أما عما ورد فى قول الله تعالى ق 35 :
{ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }
روى الإمام على ابن أبى طالب كرم الله وجهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يرون أهل الجنة الرب تبارك وتعالى فى كل جمعة
وذكر مايعطون ، قال : ثم يقول تبارك وتعالى :
 
اكشفوا حجابا ، فيكشف حجاب ، ثم حجاب ، ثم يتجلى لهم
تبارك وتعالى عن وحهه فكأنهم لم يروا نعمة قبل ذلك
وهو قوله تبارك وتعالى { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }))
    وإذا أردنا أيها الإخوة الأحباب معرفة ماأعده الله تعالى لعباده عند لقائه بهم فى جنة الخلد وتكليمه إياهم فلنستمع إلى حديث رسول الله مما رواه قتادة من
 
حديث أنس رضى الله تعالى عنهما قال : سمعته يقول : بينا نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال :
 (( أتانى جبريل وفى يده كالمرآة البيضاء وفى وسطها كالنكتة السوداء : قلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال هذا يوم الجمعة يعرضه عليك ربك  ليكون لك عيدا ولأمتك من بعدك قال : قلت ياجبريل ماهذه النكتة السوداء ؟ قال : هى الساعة ، وهى تقوم يوم الجمعة وهو سيد أيام الدنيا ، ونحن ندعوه فى الجنة  يوم المزيد قال : قلت ياجبريل ولم تدعونه يوم المزيد قال :  إن الله اتخذ فى
الجنة واديا أفيح فيه كثيب من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل ربنا عز وجل على كرسيه إلى ذلك الوادى وقد حف الكرسى  بمنابر مكللة بالجوهر ، وقد حفت تلك المنابر بكراسى من نور  ثم يؤذن لأهل الغرف ، فيقبلون يخوضون
كثبان المسك إلى الركب عليهم أساور الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا الى ذلك الوادى فاذا اطمأنوا فيه جلوسا ، بعث الله عليهم ريحا يقال لها : المثيرة أثارت ينابيع المسك الأبيض فى وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين سنة على صورة آدم يوم خلقه الله عز وجل .
        فينادى رب العزة تبارك وتعالى رضوان ، وهو خازن الجنة ، فيقول : يارضوان إرفع الحجب بينى وبين عبادى وزوارى ، فاذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره وهموا له بالسجود ، فيناديهم تبارك وتعالى بصوته ارفعوا رءوسكم فإنما كانت العبادة فى الدنيا وأنتم اليوم فى دار الجزاء سلونى ماشئتم فأنا ربكم الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فهذا محل كرامتى فسلونى ماشئتم ، فيقولون ربنا وأى خير لم تفعله بنا ،ألست أعنتنا على سكرات الموت وآنست منا الوحشة فى ظلمات القبور ، وآمنت روعتنا عند النفخة فى الصور ، ألست أقلت عثرتنا وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبّت على جسر جهنم أقدامنا ، ألست الذى أدنيتنا من جوارك وأسمعتنا لذاذة منطقك وتجليت لنا بنورك ، أى خير لم تفعله بنا فنعوذ بالله عز وجل ، فيناديهم بصوته فيقول : أنا ربكم   الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فسلونى فيقولون : نسألك رضاك ، فيقول : برضائى عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم القبيح من أموركم وأدنيت منى جواركم واسمعتكم لذاذة منطقى وتجليت لكم بنورى فهذا محل كرامتى فسلونى ، فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ، ثم يقول عز وجل : سلونى فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ثم يقول عز وجل : سلونى ، فيقولون : رضينا ربنا وسلمنا فيزيدهم من مزيد فضله وكرامتة مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويكون ذلك مقدار تفرقهم من الجمعة ))                          
 
قال أنس : فقلت : بأبى أنت وأمى يارسول الله ومامقدار تفرقهم : قال كقدر الجمعة الى الجمعة ، قال :  
 (( ثم يحمل عرش ربنا تبارك وتعالى معهم الملائكة والنبيون ثم يؤذن لأهل الغرف فيعودون إلى غرفهم وهما غرفتان من زمردتين خضراوين وليسوا إلى شئ أشوق منهم إلى الجمعة لينظروا إلى ربهم عز وجل
وليزيدهم من فضله وكرامته ))
قال انس : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بينى وبينه أحد .      
أحبتى فى الله ...
 إن النظر الى وجه الله تعالى هو أعلى مراتب الجنة وأفضل منزلة فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر فى ملكه
ألفى سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ، ينظر إلى أزواجه
وسرره وخدمه وإن أفضلهم منزلة من ينظر إلى وجه الله
تبارك وتعالى كل يوم مرتين ))
يـــاالله : والله انها لكرامة عظمى ، أدنى أهل الجنة منزلة ينظر الله اليه مرتين كل يوم ، فما بالنا عباد الله حين ينظر الله لعباده يوم القيامة إن افضل كرامة من الله تلك التى اكرم بها اولياءه يوم القيامة وهى النظر الى وجهه ونضرته إياهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدرفإن رؤيته يوم القيامة للمخلصين له ، ثوابا لينضر بها وجوههم وذلك قوله تعالى :
{   وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ  * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ  }
 
فيانظرةً أهدت الى الوجهِ نُضرةً         أمن بعدهـا يسلوالمُحِبُ المُتَيَـمُ
فيالذة الأبصارِ إن هـى اقبلــتْ         ويالذةَ الأسماعِ حيـن تكلَّـــمُ
فياخاطب الجنةِالحسناءِ إن كُنـتَ         راغباً فهذا زمانُ المهرِفَهْوَالمُقدمُ
وصم يومَكَ الأدنى لعلك فى غـدٍ          تفوزُ بعيد الفطرِ والناسُ صـومُ
وإن ضاقتْ الدُنْيا عليك بأسرِهـا          ولم يك فيها منـزلٌ لك يُعْلــمُ
فحى على جنات عدنٍ  فإنهـــا          منَازِلُنَا الاولَى وفيها المُخَيَّــمُ
فللهِ بَرْدُ العيشِ بين خيامِهَا وروضَاتِـــهَا و الثغْـرُ فى الروضِ يَبْسُّـمُ
وحى على يوم المزيد الذى بـه           زِيَادَةُ ربِّ العرشِ فاليومَ مَوْسِمُ
وحى على وادٍ هُنَالِـكَ  أفْيَــحٍ           وتُرْبَتِهِ مِنْ أذْفَرِ المسكِ أعْظَـمُ
ومنابِرُ من نورٍ هُنَالِكَ وَفِضَّــةٍ          ومن خَاِلِـصالعِقْيَانِ لا يَتَقَسَّـمُ
وكُثْبَانُ مِسكٍ قـد جُعِلْنَ مقاعـداً          لِمَنْ دُونَ أصحاب المنابر يعلـمُ
فبينا هُمُوا فى عيشهم وسُرُورِهِم          وأرزاقُهُم تجرىعليهِـم وتُقَسَّـمُ
اذا هم بنورٍ ساطعٍ أشرقت لــهُ         بأقطارها الجنـاتُ لايُتوهَّـــمُ
تجلَّى لهُمْ ربُّ السماواتِ جهـرةً          فيضحكُ فوقَ العرشِ ثُمَ يُكَلَّــمُ

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وكمال قدسك          

لا اله إلا أنت سبحانك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الملك القدوس

تعالت أسماؤك وتباركت صفاتك

أنت الأول فلا أول قبلك وأنت الآخر فلا آخر بعدك

من أطاعك سالك ومن عصاك هالك

 وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين

وعلى آله وصحبه الطاهرين وصحابته الغر الميامين وبعد...

قال جل وعلا :

{ وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ *

 لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ

 أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }  يونس 25/26  

 

وروى مسلم فى صحيحه عن صهيب قال قرأ رسول الله  صلى الله عليه وسلم : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ  } وقال  :

((اذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد : ياأهل الجنة إن لكم عند الله موعدا ، ويريد أن ينجزكموه ، فيقولون : ماهو ؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ، ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار ؟ ، فيكشف الحجاب ،  فينظرون الله فما أعطاهم شيئا أحب اليهم من النظر اليه ، وهى الزيادة   ))

 

أحبتى فى الله ...

     تلك هى الحلقة الثانية والعشرين من لقاءات السلسلة المباركة في رحاب الدار الآخرة ، وأذكر حضراتكم بأننا كنا في اللقاءات السابقة قد انتهينا من الحديث عن الايمان بمعناه العام وعن الايمان باليوم الآخر بمعناه الخاص ثم تحدثنا عن أحوال الناس فى الدار الآخرة وما يكون فيها مما اخبرنا به الله سبحانه وتعالى كتابه الكريم وما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديثه الشريفة عن شدة أحوال الميت عند سكرات الموت ومقاساته لظلمة القبر ثم سؤال الملكين ثم تحدثنا عن النفخ فى الصور ثم البعث والنشور والعرض على الجبار والسؤال عن القليل والكثير حين ينصب الميزان لمعرفة المقادير ثم الجواز على الصراط مع دقته وحدته ثم انتظار النداء عند فصل القضاء إما بالإسعاد وإما بالإشقاء ثم تحدثنا عن قنطرة القصاص والتى فيها ترد المظالم بين العباد ثم تحدثنا عن شفاعة سيد الخلق أجمعين وخاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ثم كان الحديث عن النار وداخليها وأعقب ذلك الحديث عن الجنة التى وعد الرحمن بها المتقين وصدق بها المرسلين وعن غرفها وماأعده الله فيها لأهلهـا . 

   وختاما لسلسة الحديث عن الدار الآخرة سيكون حديثنا فى هذه الحلقات الباقية إجابة على سؤالين هامين ، الاول ماذا بعد الجنة ؟ والثانى ماذا علينا أن نفعل من الآن لنحظى بذلك ؟ .

 

        وللإجابة عن السؤال الاول فإن بعد الجنة فضل من الله على أصحاب الجنة عظيم فسوف يتجلى تبارك وتعالى لهم  فيرونه رأى العين بل ويكلمهم بغير حجاب ولا ترجمان فالنظر الى وجهه الكريم هى أعلا الدرجات بل هى أعلا من درجة دخول الجنان ...  فقد وورد فى الصحيحين ( البخارى ومسلم ) من حديث اسماعيل بن ابى خالد عن قيس ابن حازم قال : كنا جلوسا مع النبى صلى الله عليه وسلم  فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة فقال :        

(( إنكم سترون ربكم عيانا ، كما ترون  هذا

 لاتضامون فى رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا

     على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فافعلوا )) 

 ثم قرأ قول الله تعالى: {  وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ق 39

      ورى البخارى عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناسا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال: (وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب). قالوا: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون؟ فكذلك مثل الأول. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون : لا نشرك بالله شيئا). مرتين أو ثلاثا.

 

     واذا أردنا أحبائى فى الله ان نعرف حقيقة ذلك الأمر فليس أفضل من أن نهتدى فى ذلك بقول رب العزة جل شأنه :{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }وقوله كذلك :   { لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }

      فإن من سَيَمَنَّ الله عليهم ويدخلهم جنته سيكون لهم فضل من الله ورضوان بأن يتجلى لهم رب العزة تبارك وتعالى فيرونه رأى العين بل ويكلمهم بغير حجاب ولا ترجمان .

     ومما ورد فى لقاء الله بعباده المسلمين المؤمنين ماروى من حديث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه الدارقطنى عن أبى بن كعب عنه صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } قال

 (( النظر الى وجه الله عز وجل  ))

 

   وذكر ابن المبارك فى زوائدج الزهد قال : أخحبرنا  أبو بكر الهلالى الجيمى قال : سمعت أبا موسى الاشعرى على منبر بالبصرة يقول :

 (( إن الله يبعث يوم القيامة ملكا الى أهل الجنة فيقول : هل أنجزكم الله ماوعدكم فينظرون فيرون الحلى والحجلل والثمار والانها والازواجح المطهرة ، فيقولون نعم أنجزنا الله ماوعدنا ، فيقول الملك : هل انجزكم ماوعدكم

 ( ثلاث مرات ) فلا يفقدون شيئا مما وعدوا ، فيقولون : نعم ، فيقول الملك : بقى لكم شئ ، إن الله تعالى يقول : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }

 ألا إن الحسنى الجنة والزيادة النظر الى الله تعالى ))

أحبائى فى الله  ... 

    إن النظر لوجه الله تعالى لاتعدله جنات السماوات كلها ، فاذا دخلناها وتمتعنا بنعيمها عجبنا مما نراه فيها وهى من صنع الخالق فما بالنا اذا نظرنا الى الخالق ، قال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قـال :

 (( إن أهل الجنة إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ  وظنوا

أن لانعيم أفضل منه تجلى لهم الرب تبارك وتعالى ،

فنظروا إلى وجه الرحمن فنسوا كل نعيم عاينوه

حين نظروا إلى وجه الرحمن ))

 

  أما عما ورد فى قول الله تعالى ق 35 :

{ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }

روى الإمام على ابن أبى طالب كرم الله وجهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يرون أهل الجنة الرب تبارك وتعالى  فى كل جمعة

وذكر مايعطون ، قال : ثم يقول تبارك وتعالى :

 

اكشفوا حجابا ، فيكشف حجاب ، ثم حجاب ، ثم يتجلى لهم

تبارك وتعالى عن وحهه فكأنهم لم يروا نعمة قبل ذلك

وهو قوله تبارك وتعالى {  وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ  } ))

    وإذا أردنا أيها الإخوة الأحباب معرفة ماأعده الله تعالى لعباده عند لقائه بهم فى جنة الخلد وتكليمه إياهم فلنستمع إلى حديث رسول الله مما رواه قتادة من

 

حديث أنس رضى الله تعالى عنهما قال : سمعته يقول : بينا نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال :

 (( أتانى جبريل وفى يده كالمرآة البيضاء  وفى وسطها كالنكتة السوداء : قلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال هذا يوم الجمعة يعرضه عليك ربك  ليكون لك عيدا ولأمتك من بعدك  قال : قلت ياجبريل ماهذه النكتة السوداء ؟ قال  : هى الساعة ، وهى تقوم يوم الجمعة وهو سيد أيام الدنيا ، ونحن ندعوه فى الجنة  يوم المزيد  قال : قلت  ياجبريل  ولم تدعونه يوم المزيد قال :  إن الله اتخذ فى

الجنة واديا أفيح فيه كثيب من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل ربنا عز وجل على كرسيه إلى ذلك الوادى وقد حف الكرسى  بمنابر مكللة بالجوهر ، وقد حفت تلك المنابر  بكراسى من نور  ثم يؤذن لأهل الغرف ، فيقبلون يخوضون

كثبان المسك إلى الركب عليهم أساور الذهب والفضة وثياب السندس والحرير حتى ينتهوا الى ذلك الوادى  فاذا اطمأنوا فيه جلوسا ، بعث الله عليهم ريحا يقال لها : المثيرة أثارت ينابيع المسك الأبيض فى وجوههم وثيابهم وهم يومئذ جرد مرد مكحلون أبناء ثلاث وثلاثين سنة على صورة آدم يوم خلقه الله عز وجل .

        فينادى رب العزة تبارك وتعالى رضوان ، وهو خازن الجنة ، فيقول : يارضوان إرفع الحجب بينى وبين عبادى وزوارى ، فاذا رفع الحجب بينه وبينهم فرأوا بهاءه ونوره وهموا له بالسجود ، فيناديهم تبارك وتعالى  بصوته  ارفعوا رءوسكم فإنما كانت العبادة فى الدنيا  وأنتم اليوم فى دار الجزاء سلونى ماشئتم فأنا ربكم الذى صدقتكم  وعدى وأتممت عليكم نعمتى  فهذا محل كرامتى فسلونى ماشئتم ، فيقولون ربنا وأى خير لم تفعله بنا ،ألست أعنتنا على سكرات الموت وآنست منا الوحشة فى ظلمات القبور ، وآمنت روعتنا عند النفخة فى الصور ، ألست  أقلت عثرتنا وسترت علينا القبيح من فعلنا وثبّت  على جسر جهنم أقدامنا ، ألست الذى أدنيتنا من جوارك وأسمعتنا لذاذة منطقك وتجليت لنا بنورك ، أى خير لم تفعله بنا فنعوذ بالله عز وجل ، فيناديهم  بصوته فيقول :  أنا ربكم   الذى صدقتكم وعدى وأتممت عليكم نعمتى فسلونى  فيقولون : نسألك رضاك ، فيقول : برضائى عنكم أقلتكم عثراتكم وسترت عليكم القبيح من أموركم وأدنيت منى جواركم  واسمعتكم لذاذة منطقى  وتجليت لكم بنورى  فهذا محل كرامتى فسلونى ، فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ، ثم يقول عز وجل : سلونى فيسألونه حتى تنتهى رغبتهم ثم يقول عز وجل : سلونى ، فيقولون :  رضينا ربنا وسلمنا فيزيدهم من مزيد فضله وكرامتة مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويكون ذلك مقدار  تفرقهم  من الجمعة ))                          

 

قال أنس : فقلت : بأبى أنت  وأمى يارسول الله  ومامقدار تفرقهم : قال كقدر الجمعة الى الجمعة ، قال :  

 (( ثم يحمل عرش ربنا تبارك وتعالى معهم الملائكة  والنبيون ثم يؤذن لأهل الغرف فيعودون إلى غرفهم  وهما غرفتان من زمردتين خضراوين وليسوا إلى شئ أشوق منهم إلى الجمعة لينظروا إلى ربهم عز وجل

وليزيدهم من فضله وكرامته ))

قال انس  : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بينى وبينه أحد .       

أحبتى فى الله ...

 إن النظر الى وجه الله تعالى هو أعلى مراتب الجنة وأفضل منزلة فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر فى ملكه

ألفى سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ، ينظر إلى أزواجه

وسرره وخدمه وإن أفضلهم منزلة من ينظر إلى وجه الله

تبارك وتعالى كل يوم مرتين ))

يـــاالله : والله انها لكرامة عظمى ، أدنى أهل الجنة منزلة ينظر الله اليه مرتين كل يوم ، فما بالنا عباد الله حين ينظر الله لعباده يوم القيامة إن افضل كرامة من الله تلك التى اكرم بها اولياءه يوم القيامة وهى النظر الى وجهه ونضرته إياهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر فإن رؤيته يوم القيامة للمخلصين له ،  ثوابا لينضر بها وجوههم وذلك قوله تعالى :

{   وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ  * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ  }

 

فيانظرةً  أهدت الى الوجهِ  نُضرةً         أمن بعدهـا يسلوالمُحِبُ المُتَيَـمُ

فيالذة الأبصارِ إن هـى اقبلــتْ         ويالذةَ الأسماعِ حيـن تكلَّـــمُ

فياخاطب الجنةِالحسناءِ إن كُنـتَ         راغباً فهذا زمانُ المهرِفَهْوَالمُقدمُ

وصم يومَكَ الأدنى  لعلك فى غـدٍ          تفوزُ بعيد الفطرِ والناسُ صـومُ

وإن ضاقتْ الدُنْيا عليك  بأسرِهـا          ولم يك فيها منـزلٌ لك يُعْلــمُ

فحى على جنات عدنٍ  فإنهـــا          منَازِلُنَا الاولَى وفيها  المُخَيَّــمُ

فللهِ بَرْدُ العيشِ بين خيامِهَا  وروضَاتِـــهَا  و الثغْـرُ فى الروضِ يَبْسُّـمُ

وحى على يوم المزيد الذى بـه           زِيَادَةُ ربِّ العرشِ فاليومَ  مَوْسِمُ

وحى على وادٍ هُنَالِـكَ  أفْيَــحٍ           وتُرْبَتِهِ مِنْ أذْفَرِ المسكِ  أعْظَـمُ

ومنابِرُ من نورٍ هُنَالِكَ  وَفِضَّــةٍ          ومن خَاِلِـص العِقْيَانِ لا يَتَقَسَّـمُ

وكُثْبَانُ مِسكٍ قـد جُعِلْنَ مقاعـداً          لِمَنْ دُونَ أصحاب المنابر يعلـمُ

فبينا هُمُوا فى عيشهم وسُرُورِهِم          وأرزاقُهُم تجرىعليهِـم وتُقَسَّـمُ

اذا هم بنورٍ ساطعٍ أشرقت لــهُ         بأقطارها الجنـاتُ لا يُتوهَّـــمُ

تجلَّى لهُمْ ربُّ السماواتِ جهـرةً          فيضحكُ فوقَ العرشِ ثُمَ يُكَلَّــمُ

سلامٌ عليكُمْ يسمعُون جَمِيعُهُــمْ         بآذانهِمْ تسلِيمَــهُ إذ يُسَلِـــمُ

يقولُ سَلُونِى ما اشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ مَـا          تُرِيدُونَ عِنْدِى أِنَّنِى أنَا أَرْحَــمُ

فقالوا جميعاً نحنُ نَسْألُكَ الرِضَـا         فَأَنْتَ الذِى تُولِى الجَمِيلَ وَتَرْحَـمُ

وإلى اللقاء لنتسكما معا الحديث عن كلام رب العباد للعباد

بعد رؤيتهم له جل فى علاه

سلامٌ عليكُمْ يسمعُون جَمِيعُهُــمْ         بآذانهِمْ تسلِيمَــهُ إذ يُسَلِـــمُ
يقولُ سَلُونِى مااشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ مَـا          تُرِيدُونَ عِنْدِى أِنَّنِى أنَا أَرْحَــمُ
فقالوا جميعاً نحنُ نَسْألُكَ الرِضَـا         فَأَنْتَ الذِى تُولِى الجَمِيلَ وَتَرْحَـمُ
وإلى اللقاء لنتسكما معا الحديث عن كلام رب العباد للعباد
بعد رؤيتهم له جل فى علاه
 
 
  Today, there have been 8680 visitorson this page!  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free