mahmoudhussin
  يأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها
 
الحمـد لله أهـل الحمد والثنـاء
 وصلاة وسلاما على رسوله الكريم إلى يوم الفصل القضاء
ومع الحلقة الحادية عشر من حلقات من سلسلة الحديث عن الدار الآخرة ،نستكمل الحديث عن رابع الأمارات وهى خروج يأجوج ومأجوج يقول جل وعلا:
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ }الأنبياء96ـ 97
    وهم قوم أقوياء لا قبل لأحد بقتالهم كأن وجوههم المجان المطرقة لا يمرون بماء إلا شربوه ولا بشئ إلا أفسدوه ، وذلك على عهد عيسى عليه السلام ، فيدعو الله عز وجل فيميتهم بنقص فى قثائهم ثم ينبذون فى البحر كما فى الحديث عن مسلم وغيره ، وهم أولاد يافث بن نوح وقيل انهم طائفتان من الترك من ذرية آدم كما ثبت فى الحديث الصحيح مما رواه البخارى فى كتاب الانبياء قال : حدثني إسحاق بن نصر: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 (يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد). قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: (أبشروا، فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا. ثم قال: والذي نفسي بيده، إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة). فكبرنا، فقال: (ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود).
    أما عن مكان وجودهم فقد أخبر به جل وعلا الحبيب صلى الله عليه وسلم عما كان من أمرهم مع ذى القرنين فقال :
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً }الكهف 93 ـ95
    فيأجوج ومأجوج محبوسون خلف السد الذى بناه عليهم ذو القرنين قديما وذلك بسبب افسادهم وشرورهم وهو سور عظيم سميك مصنوع من الحديد والنحاس المصهور لا يستطيعون نقبه ولا تسلقه لعلوة وملاسته وهو سور بين سدين عظيمين .
     قال ابن عباس حبر الامة وترجمان القرآن : (( هو فى منقطع بلاد الترك مما يلى أرمينيا وأزربيجان )) أى على الحدود التاركية الروسية قريبا من جبال القوقاز . وقد نقل ذلك القول عن ابن عباس معظم المفسرين كالطبرى والقرطبى والبيضاوى وغيرهم .
          وبعد أن يقتل عيسى الدجال اللعين ، فيأذن الله فى خروج هؤلاء بعد أن يجعل هذا السد المنيع دكا ، وان كانوا لم ييأسوا من محاولات الخروج منذ أن حبسوا فهم يحاولون كل يوم نقب السور العظيم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس فيقول الذى عليهم : ارجعوا سنفتحه غدا فيرجعون فيجدونه عاد كما كان حتى اذا جاء وعد الله يلهم الذى عليهم أن يقول ارجعوا سنفتحه غدا ان شاء الله فيرجعون فى اليوم التالى فيجدونه على الحال الذى تركوه عليها فيفتحونه ويخرجون على الناس . 
       روى ابن ماجة عن قتادة.قال: حدثنا أبو رافع عن أبي هريرة؛ قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم :
((يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم. حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدا. فيعيده الله أشد ماكان. حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعيهم على الناس، حفروا.حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا. فستحفرونه غدا، إن شاء الله تعالى. واستثنوا. فيعودون إليه. وهو كهيئته حين تركوه. فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء. ويتحصن الناس منهم في حصونهم. فيرمون بسهامهم إلى السماء. فترجع، عليها الدم الذي احفظ. فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء. فيبعث الله نغفا فى أقفائهم فيقتلهم بها )) .
       وقد أخرج البخارى فى صحيحه قال :حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا ابن عيينة: أنه سمع الزُهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن أنها قالت :استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمراً وجهه يقول:
(لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).
    قال بن حجر فى فتح البارى : فى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب إنما خص العرب بالذكر لأنهم أول من دخل في الإسلام وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم وذكر فيه حديثين أحدهما حديث زينب بنت جحش وهو مطابق للترجمة ومالك بن إسماعيل شيخه فيه وهو أبو غسان النهدي وكأنه اختار تخريج هذا الحديث عنه لتصريحه في روايته بسماع سفيان بن عيينة له من الزهري .
       روى أحمد فى مسنده وابن ماجة وابن حبان والحاكم عن أبى سعيد الخدرى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
 (( تفتح يأجوج ومأجوج يخرجون على الناس كما قال الله عز وجل من كل حدب ينسلون فيغشون الأرض وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يبسا حتى أن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان ههنا ماء مرة حتى ذا لم يبق من الناس إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء قال ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع مختضبة دما للبلاء والفتنة فبينا هم على ذلك إذ بعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجرار الذي يخرج في أعناقهم فيصبحون موتى لا يسمع لهم حسا فيقول المسلمون إلا رجل يشري نفسه فينظر ما فعل هذا العدو قال فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه قد أظنها على أنه مقتول فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي يا معشر المسلمون ألا أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم فما يكون لها رعي إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما تشكر عن شيء من النبات أصابته قط. )) .
     وفى رواية عن عبد الله بن مسعود؛ قال : لما كان ليلة أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم، لقي إبراهيم وموسى وعيسى. فتذاكروا الساعة. فبدأ بإبراهيم. فسألوه عنها. فلم يكن عنده منها علم. ثم سألوا موسى. فلم يكن عنده منها علم . فرد الحديث إلى عيسى بن مريم. فقال: قد عهد إليّ فيما دون وجبتها. فأما وجبتها فلا يعلمها إلا الله . فذكر خروج الدجال. قال: فأنزل فأقتله. فيرجع الناس إلى بلادهم. فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. فلا يمرون بماء إلا شربوه. ولا بشيء إلا أفسدوه. فيجأرون إلية الله. فأدعو الله
أن يميتهم. فتنتن الأرض من ريحهم. فيجأرون إلى الله. فأدعو الله. فيرسل السماء بالماء . فيحملهم في البحر. ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم.
فعهد إليّ: متى كان ذلك ، كانت الساعة من الناس . كالحامل التي لا تدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها. قال العوام: ووجد تصديق ذلك في كتاب الله تعالى :
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ }الأنبياء96 
والحديث إسناده صحيح. ورجاله ثقات. ذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات. ورواه الحاكم، وقال: هذا صحيح الإسناد.
     فالعصمة من فتنة يأجوج ومأجوج يتولى عيسى بن مريم عليه السلام توجيه المسلمين فيها حيث يوحى الله اليه أن حرر عبادى الى الطور ، طور سيناء بأرض مصر .
     وأما خامس العلامات طلوع الشمس من مغربها يقول وقال جل وعلا :
{اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }الرعد2
فطلوع الشمس من مغربها تلك الشمس التى علقت بين الكواكب ساعة إلى قيام الساعة ، يظن اللاهون أن فى طلوعها للتوبة أسنح الفرص وهم فى لهواتهم اشد الفرق والوسط ، يقول صلى الله عليه وسلم :
 (( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغر بها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً }الأنعام158 )) أخرجاه البخارى ومسلم .
 
   وهذه العلامة هى العلامة الاولى الكبرى المؤذنة لتغير احوال العالم العلوى ، فالشمس منذ خلق الله السماوات والارض تطلع من المشرق وتغرب فى المغرب ، وتستأذن فى ذلك ربها جل وعلا فيأذن لها أن تعيد الكرة ، حتى اذا جاء الوعد الموعود استأذنت ربها أن تطلع كعادتها فلا يأذن لها ثم تستأذن فلا يأذن لها ثم
تستأذن فلا يأذن لها ثلاثة أيام لا تطلع الشمس ثم يقال لها ارجعى من حيث اتيت فما يروع الناس الا الشمس قد طلعت من حيث غربت قد طلعت من المغرب .
روى مسلم عن أبى ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما:  
(("أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال "إن هذه الشمس تجري حتى تنتهي تحت العرش. فتخر ساجدة. فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئت. فتصبح طالعة من مطلعها. ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك، تحت العرش. فتخر ساجدة. ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئت فترجع. فتصبح طالعة من مطلعها. ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك، تحت العرش. فيقال لها: ارتفعي. أصبحـــــــي طالعة من مغربك. فتصبح طالعة من مغربها". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتدرون متى ذاكم؟ ذاكحين{ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً }))الانعام 158
   وتفصيل ذلك مارواه الحافظ ابو بكر بن مردويه فى تفسيره بسنده عن عبد الله اب ابى اوفى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم هذه فإذا كان ذاك يعرفها المتنفلون ، يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ثم ينامفبينهما هم كذلك صاح الناس بعضهم فى بعض فقالوا : ماهذا ؟ فيفزعون الى المساجد فاذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها حتى اذا صارت فى وسط السماء رجعت ))
    وروى ذلك الحديث الحافظ البيهقى فى الابعث والنشور بسنده عن ابن مسعود وفيه :
(( ... وينادى الرجل تلك الليلة جاره يافلان ماشأننا الليلة لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أعييت ، ثم يقال لها أطلعى من حيث غربت وذلك يوم { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً }")) .
   فطلوع الشمس العكسى من مغربها يكون يوما واحدا وبه يغلق باب التوبة ثم تعود الشمس كما كانت ، فتطلع من المشرق الى أن تقوم الساعة , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين { لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ }))
رواه البخارى ومسلم عن ابى هريرة ورواه احمد وابو داود والنسائى .
وللحديث بقية  
 
 
 
  Today, there have been 8679 visitorson this page!  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free