mahmoudhussin
  2_ علامات الساعة الصغرى
 
 
الحمد لله ولى الأمر والتدبير واليه المرجع والمصير
وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعاملين
 
 تلك هي الحلقة السادسة من سلسلة الحديث عن الدار الآخرة نستكمل فيها مابدأناه في اللقاء السابق من الحديث عن علامات الساعة الصغرى.
 
     فمن العلامات شهود الكاسيات العاريات ، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال :
 (( صنفانِ من أهل النار لم أرهما : قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، رؤوسهــن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يَجِدْن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ))،
    وهذه أمارة ظهرت بداياتها قبل عصرنا أما في عصرنا فهي أكثر ظهورا ، فيزعم بعض الناس أن السفور تمدنا ورقيا وإن يأتين إلا شيئا فريا ، فيدخل في معنى الحديـث الملابس الضيقة المتحسرة التى تصف وان لم تشف ، فماذا نقول لربنا { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } الأنعام158 ماذا نقول لربنا يوم : { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ } الزمر56 .   
   ومن العلامات .. تصدر السفهاء وتوسيد الأمر إلى غير أهله وضياع الأمانة ، روى أحمد والطبراني وابن ماجة والحاكم عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (( سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قالوا : وما الرويبضة ؟ قال : الرجــــل التافه يتكلم في أمر العامة ))
    وهذا الذي قاله الحبيب ظهر بجلاء في أيامنا فقد كثر الكذب وضاعت الأمانة بين كثير من الناس فهذا يرتشى وهذا يخون ويأخذون ولا يعطون وكثرت الوساطة بين الناس فضاعت الحقوق وقد روى البخاري في صحيحه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : متى الساعة ؟ قال:
(( فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غيـــــر أهله فانتظر الساعة ))  
      وروى البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اتلله صلى الله عليه وسلم : (( يأتي على الناس زمان لا يبالى المرء ما أخذ منه أمن حلال أم من الحرام )) وبوادر ذلك فى الأفق قد لاحت فكثر الفساد وغلب الجهل وخربت الضمائرونسى الناس ما حذر منه الحبيب حيث قال :
 
 
(( والله لا يأخذن أحد منكم شيئا بغيــــر حقه إلا لقى الله تعالى يحمله يوم القيامة ، فلا أعرفن أحدا منكم لقى الله يحمل بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر )) . فالله الله يا أمة القرآن .
                      ومن الأشراط تلك الأحداث الجارية فكثر القتل وإراقة الدماء ، فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بين يدى الساعة أيام الهرج يزول العلم ويظهر فيها الجهل )) والحديث أخرجه البخارى ومعنى الهرج أى القتل .
     وقد روى من حديث الزهرى عن سعيد عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : (( يتقارب الزمان ، وينقص العلم ، ويلقى الشح ، ويظهر الفتن ، ويكثر الهرج )) قالوا: يا رسول الله إيما هو ؟ قــال : (( القتل القتل )) ، قال الإمام أحمد أنه ليس بقتلكم المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا ما يدرى القاتل فيما قتل والمقتول فيما قتل فهذه العلامة ظهرت واستشرت وكثرت فلم يعد فى العالم المحارب بلد إلا من رحم الله دون هرج فقتل بين طوائف شتى سنة وشيعه وعراقيون وأكراد ، فنسأل الله النجاة من تلك الفتن .
    وعن زوال العلم روى البخارى عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)) وقد اخرج الحديث مسلم عن أنس رضى الله تعالى عنه . 
     وفى معنى زوال العلم اخرج البخارى ومسلم عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا ، ولكن ينزعه منكم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون برأيهم فيضلون ويضلون )) . 
        لذلك أحبائي فى الله فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعلم الفرائض فقد أخرج الدار قطنى وابن ماجه من حديث أبى هريره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( تعلموا الفرائض وعلموها للناس فإنها نصف العلم وهو ينسى وهو أول شئ ينزع من أمتى )) .
          ومن العلامات عباد الله أن يرى الهلال قبلا وتتخذ المساجد طرقا وظهور موت الفجأة ، ففى حديث حسنه الطيالسى والالبانى في السلسلة الصحيحة عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من اقتراب  الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال : لليلتين وأن تتخذ المساجد طرقا وأن يظهر موت الفجأة )) وأخرجه الطبرانى بنحوه ، وهذا من عجيب إخبار النبى صلى الله عليه وسلم حيث أخبر أن الأهلة فى آخر الزمان تنتفخ فتخدع الحسابات الفلكية ويظهر الهلال قبل موعــده ، (( وأن تتخذ المساجد طرقا))  فتجد القوم
 
 
يمرون بالمساجد لقضاء حاجاتهم بدورات مياهها ويخرجون ولا يصلون ناسين ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوب صلاة ركعتين تحية لبيت الله حيث قال : (( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين )) والحديث رواه الجماعة عن قتاده رضى الله عنه وروى الأثرم فى سننه أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( أعطوا المساجد حقها ، قالوا وماحقها ؟ قال : أن تصلوا ركعتين قبل أن تجلسوا ))
      ومن الأمارات التى ظهرت بجلاء هذه الأيام قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأن يظهر موت الفجأة )) فهذه الأمارة لم تعد خافية فكم من مصبح فى أهله معافا الخير منه مأمولا أمسى فى لحده مضرجا محمولا
      ومن الأمارات الصغرى التطاول فى البنيان ، يقول صلى الله عليه وسلم فى حديث جبريل المشهور : (( وأن ترى الحفاة العراة العال كرعاء الشاة يتطاولون فى البنيان))
      قال الإمام القرطبى على نحو ما ورد فى فتح الباري : المقصود بالحديث الأخبار عن تبدل الحال بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر فتكثر أموالهم وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به .
   وقد ظهر ذلك بجلاء فى دول الخليج والإمارات حيث نرى المبانى الشاهقة وصدق قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال ( وإذا رأيت رعاة البهم يتطاولون فى البنيان فذاك من أشراطها ).
     ومن الأمارات تقارب الزمان فقد صح عن الإمام احمد وغيره قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ))
     قال الحافظ بن حجر رحمه الله : ( فإننا نجد فى سرعة الأيام ما لم نجده فى العصر الـذى قبلنا ) الله المستعان فكيف إذن بزماننا .. عباد الله الذى طوحت فيه السنوات ونزعت البركات .
        وكثير من العلامات التى بَيَّنَا وصح خبرها عن خير الأنام قد حدثت كانتشار الربا والزلازل وقبر الصالحين وارتفاع الأسافل وضياع الأمانة وتوسيد الأمر إلى غير أهله والتماس العلم عند الأصاغر وتقارب الأسواق وكثرة النساء وظهور الفاحشة ، وذيوع الكذب والإشاعات وهناك غير ذلك كثير من العلامات ومنها ما نعيشه الآن وللأسف الشديد فإننا نعيش فتنة قاسية هـى فتنة الغربة فقبل أن تنتهى الدنيا يعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبــا ، وصدقالصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلـم فى صحيحه عـن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :    (( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء )) ولا حول ولا قوة إلا بالله . 
      ولكن ابشروا ، ابشـروا يا من تعيشون زمن الغربة يقول الحبيــب صلى الله عليه وسلم ( فطوبى للغرباء ) فتلك هى البشرى، وفى رواية
 
 
 
لغير مسلم سئل الحبيب قيل فمن الغرباء يا رسول الله قال فى روايات عدة وبألفاظ متعددة ( اللذين يصلحون إذا فسد الناس وقال فى لفظ آخر : اللذين يصلحون ما أفسد الناس وفى لفظ قال : اللذين يحيون سنتى ويعلمونها الناس وفى لفظ قال : اللذين يفرون بدينهم من الفتن ))
      فالغريب في هذا الزمان هو القابض على دينه كما فى رواية الترمذى بسند حسن أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
 ((سيأتى زمان على الناس القابض فيه على دينه
كالقابض على جمر بيـن  يديـه ))
اللهـم   جنبنا الفتن ما ظهر منها  وما بطن
 
 
  Today, there have been 8687 visitorson this page!  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free