mahmoudhussin
  منزله الشهداء فى الجنه
 
 الحمد لله حمدا دائما لايعد
وصلاة وسلاما دائمين على الحبيب محمد ليس لها منتهى او حد
وعلى آله وصحبه الطاهرين الى يوم الدين ماطال الزمان وامتد
 
أحبتى فى الله .. تلك هى الحلقة الحادية والعشرين والتى لانزال معها فى الجنة فهناك منزلة أخرى من منازل الجنة وهى منزلة الشهداء وهى منزلة يتمنى الشهيد أن يعود إلى الدنيا ليقتل شهيدا مرة أخرى لما يرى من فضل تلك المنزلة عند الله تعالى ، قال رب العزة جل وعـــلا
آل عمران 169 ـ 171 :
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }
وروي الإمام أحمد مما أخرج مسلم في صحيحه عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( ما من نفس تموت لها عند الله خير ، يسرها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد ، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى مما يرى من فضل الشهادة ))
أحبائي في الله ...
 وإذا أردنا أن نعرف المزيد عن وصف الجنة ومنازلها فلنقرأ القرآن فليس وراء بيان الله بيان وإن شئتم فاقرءوا الواقعة والإنسان وبيانها ورد تفصيلا فى سورة الرحمن .
 
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله الله جل شأنه :
(( ولمن خاف مقام ربه جنتان )) 
قــــــــــال :   جنتان من فضة ،  آنيتهما وما فيهما
وجنتان من ذهب   ، آنيتهما وما فيهما )) 
 
أحبائي في الله ... 
    وبعد أن تعرفنا على الجنة وأهلها وما ينالونه من جزاء ولنكون من أهل الجنة ويكون لنا نصيب فيها لابد لنا من أن نعمل بعمل أهل الجنة و قد بين ربنا سبحانه وتعالى ذلك وهدانا السبيل إليه فقال :
 
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
 وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }آل عمران133ـ 136
 
قال رب العزة فى وصفهم فى سورة الواقعة :
 (( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ))
وقد اتخذ على نفسه عهدا بذلك فقال عز من قائل :
 { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا  
 * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا } الكهف 107 و 108
 
     أما عن حالهم فيها فهم لا يمرضون ولا يصيبهم العجز والهرم ولا يموتون وإنما هم فى نعيم دائم مقيم قال أبو هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (( يناد مناد يا أهل الجنة آن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا
                      وآن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا
وآن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا
وآن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدا ))
فهذا هو حال أهل الجنة الذين قال عنهم الله تعالى :
 (( وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))
 
وإذا أردنا أيها الاخوة الأحباب أن نكون من أهل الجنة فعلينا أن نعمل ليكون لنا نصيب فيها ولا يكون ذلك إلا إذا عملنا بما قاله رب العزة جل وعلا :
 ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ))
(( خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا )) الكهف 107 و 108
 
فالأعمال الصالحة هى شرط لينال العبد الجنة والأعمال الصالحة هى التى تضفى على العبد صفات أهل الجنة وهى كثيرة :
 
وأولها :  شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ، روى الحافظ أبو يعلى عن أبى بكر رضي الله تعالى عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
(( عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار ، فأكثروا منهما فإن إبليس قال : أهلكت الناس بالذنوب ، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار ...)) فعليكم عباد الله بلا اله إلا الله والاستغفار لتنالوا الجنة
 
وثاني : تلك الصفات الإتيان بما أمر الله من العبادات كالصلاة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( خمس صلوات كتبهن الله تعالى على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله أن يدخل الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهدا إن شاء عذبه وان شاء أدخله الجنة ))
والصفة الثالثة: ألا يظلم العبد أحدا فقد روى عبد الله بن انس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلا بـهما فيناديهم مناد بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك الديان لاينبغى لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد ا من النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة فما فوقها ولا يظلم ربك أحدا ـ قلنا يارسول الله كيف وإنما نأتى حفاة عراة غرلا بـهما قال بالحسنات والسيئات جزاء وفاقا ولا يظلم ربك أحدا ))  
  
      فالظلم احبائى فى الله من الأعمال التي يضيع معها العمل الصالح فليحذر الذين يظلمون لقاء رب العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وقال أنا من المسلمين ، ولله در من قال : 
     أما والله إن الظلــم شؤم        ولا زال المسئ هو الظلـوم
     إلى الديان يوم الدين نمضى        وعند الله تجتمع الخصـوم 
    كلا ستعلم فى الحساب إذا التقينا    غدا عند المليك من الغشوم
وكما قال الحبيب صلوات الله وسلامه عليه :
(( اتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجـــاب )) 
 
والصفة الرابعة: الحذر كل الحذر من أكل أموال الأرامل والأيتامفإن اللهحذر من ذلك فقال { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ
فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } النساء 10
 
قال قتادة : نزلت هذه الآية فى رجل من غطفان وُلِىَ أمر ابن أخيه وهو صغير يتيم فأكلــه .
 وروى ابن مردويه عن أبى هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم نارا )) قيل يا رسول الله : من هم ؟ ، قال : (( ألم تر أن الله قال : { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} النساء 10))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((رأيت ليلة أسرى بي قوما لهم مشا فير كمشا فير الإبل
وقد وُكِلَ بهم من يأخذ مشافرهم ثم يجعل فى أفواههم
صخرا من نار تخرج من اسافلهم فقلت يا جبريل من هؤلاء
قال : هم الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ))
قال السدى : (( يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومسامعه وأنفه وعينيه يعرفه كل من رآه يأكل مال اليتيم ))
وهؤلاءأحبائي في الله لا يدخلون الجنة .  
 
والصفة الخامسة : أن لا يكون من المتكبرين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم
عذاب أليم   شيخ زان     وملك جائر    وعائل مستكبر ))
 
أما الصفة السادسة : فهى التواضع وترك داء الكبر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (( طوبى لمن تواضع فى غير مسكنة وانفق
      مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل
        والمسكنة وخالط أهل الثقة والحكمة ))
 
وطوبى هي شجرة فى الجنة قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( شجرة فى الجنة مسيرة مائة عام ، ثياب أهل الجنة
تخرج من أكمامها ))
وقال أيضا :
(( ما زاد الله عبدا يعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه ))
 
    فإن الله وإذا رفع عبدا جزاء التواضع فإنما يرفعه إلى الجنة فنسأل الله أن نكون من المتواضعين لنكون من أهل الجنة .
 
 
الصفة السابعة : ألا يغتر العبد بالدنيافما الدنيا إلا متاع الغرور وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (( من أحب الدنيا وسـر بها ذهب خوف الآخرة من قلبه )) 
     فيا مـن تمتع بالدنيا وزينتهـا          ولا تنام عن اللذات عينــاه 
     شغلت نفسك فيما ليس تدركـه          تقول لله ماذا حين تلقــاه
 
      فإذا لم يخاف العبد من الآخرة وأقبل على الدنيا بنهم فقد ضيع مقعده من الجنـة .  
الصفة الثامنة :  أن يكون من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (( كل معروف صدقة
وأهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة
وأهل المنكر فى الدنيا هم أهل المنكر فى الآخرة
وأول من يدخل الجنة أهل المعروف ))
 
الصفة التاسعة : أن يكون من المتصدقين فقد قال رسول الله صلى الله عليهوسلم : (( الصدقة تطفئ الخبئة كما تطفئ الماء النار ))
وقال أيضا :
 (( كل امرئ فى ظل صدقته حتى يقضى الله بين الناس ))
 
أحبائي في الله ...
تلك هى بعضا من صفات أهل الجنة نسأل الله أن يرزقنا تلك الصفات وأن يجعلنا من العاملين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
 
وبعد أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يكون الخلود فيأمر العزيز الجبار بذبح الموت ، روى مسلم في صحيحه عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ، فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ قال : فيشرئبون فينظرون ويقولون : نعم هذا الموت ، قال فيقال : يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ قال فيشرئبون فينظرون ويقولون : نعم هذا الموت ، قال : فيؤمر به فيذبح ؟
 قال ويقال : يا أهل الجنة خلود لا موت ، ويا أهل النار خلود لا موت قال : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }مريم 39
قال وأشار بيده إلى الدنيا ))
 
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة     ونعوذ بك من سخطك والنار
اللهم ارزقنا الجنة وما يقربنا إليها من قول وعمل
وابعدنا عن النار وما يقربنا إليها من قول وعمل
 
والى اللقاء في الحلقة القادمة لنتحدث عن  فضل الله تبارك وتعالى على أهل الجنة حيث يتجلىلهم فيرونه رأى العين بل ويكلمهم بغير حجاب ولا ترجمان وما ذلك إلا فضل من الله عظيم فالنظر إلى وجهه الكريم هو أعلا الدرجات بل هو أعلا من درجة دخول الجنان ...
 
 
  Today, there have been 8681 visitorson this page!  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free