mahmoudhussin
  2 ظهور المهدى المنتظر
 
 
الحمد لله وكفى
والصلاة والسلام على رسوله الذي اصطفى
 
     استكمالا لما بدأناه من الحديث عن المهدى المنتظر ومع الحلقة العاشرة من سلسلة الحديث عن الدار الآخرة نقول إننا نعيش أيامنا هذه ننتظر مجئ المهدى ونترقب ظهوره الذى سيكون فى أعقاب وإبان ظهوره حروب كثيرة أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، روى أبو داود وابن ماجة وابن حبان عن ذى مخمر رضى الله تعالى عنه ، وقال الألباني صحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ستصالحون الروم فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم فتسامون وتغنمون ثم تنزلون بمرج ذى تلول فيقوم رجل من الروم فيرفـــــع الصليب ويقول : غلب الصليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فيغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم فى ثمانين غاية كل غاية اثنا عشر ألفا ))
      وروى مسلم فى صحيحه حدثني زهير بن حرب. حدثنا معلى بن منصور. حدثنا سليمان بن بلال ، حدثنا سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
 (( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أم بدابق . فيخرج إليهم جيش من المدينة. من خيار أهل الأرض يومئذ. فإذا تصادفوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا. والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم. فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا. ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله. ويفتتح الثلث. لا يفتنون أبدا. فيفتتحون قسطنطينية. فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم. فيخرجون. وذلك باطل. فإذا جاءوا الشام خرج . فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة. فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم. فأمهم. فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه لانذاب حتى يهلك . ولكن يقتله الله بيده. فيريهم دمه في حربته)) . فيسبق ظهور المهدى حروب كثيرة وليس علينا سوى أن نترقب ونتوقع ونستعد .       
     أما العلامة الأكيدة لظهور المهدى المنتظر ما رواه البخاري فى كتاب البيوع باب ما ذكر فى الأسواق ورواه مسلم فى كتاب الفتن باب الخسف بالجيش يؤم البيت ( أي الجيش المتجه إلى البيت ) من حديث عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت : عبث رسول الله صلي الله عليه وسلم فى منامه ـ أى تحرك جسمه الشريف فى نومه وأشاح بيده كأنه يدفع شيئا ـ قالت : فقلنا يا رسول الله : صنعت شيئا فى منامك ولم تكن تفعله ، فقال :
 (( العجب أن ناسا من أمتي يؤمون البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء ـ الصحراء ـ خُسِفَ بهم فقلنا يا رسول الله : إن الطريق قد يجمع الناس ، قال : نعم ، فيهم
المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم )) 
و المستبصرـ أى من خرج قاصدا القتال ـ والمجبورـ أي المكره على الخروج للقتال ـ وابن السبيل ـ أى الذى يتصادف وجوده عند ذى الحليفة ساعة الخسف ـ . 
         وفى رواية لمسلم فى كتاب الفتن عن أم المؤمنين حفصة ورواه احمد والنسائي وابن ماجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يُخْسَفُ بأوسطهم وينادى أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذى يخبر عنهم ))
 
      فالعلامة الأكيدة لظهور المهدى هى ما أن يبايع له عند الكعبة المشرفة  بين الركن والمقام قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة أى هم قليل بلا عتاد أو سلاح فيعوذون بالبيت يلجأون إليه ويعتصمون به حتى يُبعث إليهم جيش هم أيضا من المسلمين ليقاتلوهم بغية القضاء عليهم وإنهاء أمرهم وأمر المهدى وذلك قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : (( العجب أن ناسا من أمتي يؤمون البيتلرجل من قريش قد لجأ بالبيت .. ))
     حتى إذا جاوزوا المدينة بقليل وكانوا قريبا من ذى الحليفة خَسَفَ الله بهم الأرض فانشقت وابتلعتهم ولا ينجو إلا الشريد وهو رجل أو رجلان يخبران الناس عن الخسف الذى أصاب الجيش ، وعند ذلك يعلم الناس أن هذا الرجل العائذ بالبيت هو خليفة الله المهدى ، ذلك الرجل الذى يخسف الله له بجيش بأكمله كرامة له وحماية له ودفاعا عنه ، فإذا رأى الناس ذلك بايعوه . 
      وما أن يخسف بالجيش حتى يذيع خبر المهدى ويعلو ذكره وتأتيه وفود المبايعين من الشرق والغرب تشد على يديه وتعاهده على النصرة وتبايعه على إعلاء كلمة الله على شعار إحدى الحسنيين ( النصر أو الشهادة ) فيجتمع للمهدى جيش من الموحدين لا يجدون وقتا للراحة يخوضون حروبا وملاحم كثيرة تبلغ فيها القلوب الحناجر وتلمع فيها السيوف وتخوض الخيل فيها خوضا ويكون النصر فيها للمهدى وجيوشه .
      وقد أخبر الحبيب صلوات الله وسلامه عليه عن تلك الحروب وأولها غزو جزيرة العرب ثم غزو فارس ثم الروم ثم القسطنطينية ثم اليهود ثم نصارى الغرب ثم الترك ثم خَوِزْاً وكِرْمَان وهم الصين وروسيا واليابان ، روى مسلم وأحمد وابن ماجه عن نافع ابن عتبه عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : (( تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله )) .
   وروى مسلم عن آبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول 
الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ))
 وروى البخاري وأحمد عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خَوِزْاً وكِرْمَان
من الأعاجم حُمر الوجوه فُطس الأنوف صِغار الأعين
كأن وجُوهَهُم المِجَان المُطْرَقة ))   
   والحروب التي ستكون فى آخر الزمان على نحو ما جاء بأحاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لا يكفى مقامنا هذا للحديث عنها بالتفصيل وحسبنا أن فيما أوردنا به من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكفى ، إلا أننا نشير وبإيجاز شديد إلى أن الحروب التي سيخوضها المهدى تبدأ بغزو جزيرة العرب فبعد الخسف الذى يحل بالجيش الأول ينشئ رجل من قريش يكنى بالسفيانى جيشا مستعينا فيه بأخواله من بنى كَلْب فيسيرون إلى المهدى لقتاله فيهزمهم المهدى شر هزيمة ويغنم غنائم عظيمة وبهذه الحرب تفتح جزيرة العرب أبوابها للمهدى فيملكها ويبسط سلطانه عليها ويتحقق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله )) .
    ثم بعد ذلك يكون غزو بلاد فارس فيخرج جيش من فارس ( إيران ) وهم من الشيعة الإمامية أو الإثنا عشريه وهم من أعدي أعداء أهل السنة ، لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة ( أى لاقريب ولا من هو من أهل الذمة ) ، وهم لا يجدون غضاضة أن يرسلوا جيشا لقتال المهدى الذى ليس هو الإمام الثاني عشر الذى ينتظرونه ويزعمون أنه محمد بن الحسن العسكري وأنه دخل السرداب وعمره خمس سنين وينتظرون خروجه ولن يخرج ، فيهزمهم المهدى شر هزيمة فالمهدى لا تهزم له راية ، فراياته بيض وصفر فيها رقوم أى نقوش عليها اسم الله الأعظم .  
    ثم بعد ذلك يكون غزو الروم ، وتلك هى الملحمة الكبرى ، وهى اشد الحروب وأعنفها وتنشأ بمجئ الروم فى جيش جرار قوامه مليونى رجل يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (( فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا )) والحديث رواه البخارى عن عوف بن مالك وقد سبق بيانه.
    وقيل أن تلك الحرب الكبرى تدور رحاها فى سوريا قريبا من مدينة دمشق بمكان يسمى الأعماق أو دابق ويكون مقر قيادة المهدى فى الغوطة قرب مدينة دمشق ، روى أحمد وأبو داود والحاكم وقال الألباني صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ )) .
    وستكون الحرب فى نزال متواصل لمدة أربعة أيام لا تهدأ فيها السيوف إلا بليل فالحرب الدائر بالسيوف فى أيدي فوارس على ظهور الخيل وبنهاية اليوم الرابع تتمخض الحرب عن انهزام الروم هزيمة منكرة وينصر الله عبده المهدى روى مسلم فى صحيحه عن يسير بن جابر قال :
(( فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام. فيجعل الله الدبرة عليهم. فيقتلون مقتلة - إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها - حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا. فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة. فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد. فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس، هو أكبر من ذلك. فجاءهم الصريخ؛ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم. ويقبلون. فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأعرف أسمائهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم. هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ. أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)).وفى ذلك القول دليل على تبدل حال الأرض حينذاك فتختفي بأمر الله وسائل الحرب الحديثة من صواريخ ودبابات ومدافع ولا يكون هناك سلاح إلا السيف ولا ركائب إلا الخيول . وصدق رب العزة جل وعلا حيث يقول :
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ }الأنفال60
    ثم بعد ذلك تكون الحرب الرابعة وفيها يكون فتح القسطنطينية فى تركيا لقوله صلى الله عليه وسلم : (( فيفتتحون قسطنطينية )) .
    وتكون الحرب الخامسة بقتال اليهود فعندما يظهر الدجال وينزل عيسى ابن مريم من السماء فيقتله فينهزم حينئذ أتباعه وكلهم من اليهود ويفرون ويختبئون وراء الأحجار والأشجار فلا تمهلهم الأحجار ولا الأشجار فتدل عليهم وتوشى بهم وكأنها قد ضجت من ريح كفرهم النتن وقتلهم الأنبياء بغير حق وبأيديهم الملطخة بدماء الأبرياء والولدان والشيوخ والنساء ، فقتال المسلمين لليهود سيكون بعد نزول عيسى عليه السلام وقتل الدجال وقد أخبر الحبيب عن ذلك فقد روى أحمد عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (( حتى إن الشجر والحجر ينادى : يا روح الله هذا يهودى فلا يترك ممن كان يتبعه ـ أى الدجال ـ أحدا إلا قتله )) .
 وبانتهاء تلك الحروب يتحقق وعد الله الذى لا يخلف وعده بأن يعم الإسلام أرجاء المعمورة كلها وتهلك الملل كلها إلا الإسلام ويقطع دابر الذين كفروا والحمد لله رب العالمين ، روى احمد عن تميم الدارى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار
ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا ادخله الله هذا الدين
بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله دين الإسلام
وذلا يذل به الكفر ))
 
 
  Today, there have been 8678 visitorson this page!  
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free